هبت عواصف شديدة وتحطمت سفينة ماثيو، و لم يكن أمامه إلا أن يسبح على بعض
عوارض السفينة التي حطمتها العواصف ليستقر في جزيرة مهجورة.
ركع ماثيو على أرض الجزيرة يشكر الله الذي أنقذ حياته ثم قام يبحث في
الجزيرة الصغيرة لعله يجد ماء يشربه أو نباتًا يأكل منه، لكنه وجدها قفر بلا ماء و
لا طعام. بروح الشكر بدأ يجمع الأخشاب المتبقية من السفينة المحطمة ليقيم منها
كوخًا صغيرًا يأوي فيه من حر الشمس ومن برد الليل.
كلما مر به فكر تذمر يرفع عينيه إلى السماء صارخًا:
"كل الأمور تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو 8 : 28).
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من رسم الفنان جوزيف رايت من ديربي - كوخ
يحترق - 1787
أنا أعلم أنك صانع خيرات.. تحول كل ضيقة و مرارة لخيرى! أنت أب سماوي قدير
و حكيم و محب! أقبل كل شىء بشكر من يديك!"
فجأة هبت عاصفة وبروق، وإذ كان في طرف الجزيرة الآخر لاحظ برقًا من السماء
يضرب الجزيرة، ثم شاهد نارًا قد اشتعلت في الكوخ الذي صنعه. في عتاب تطلع نحو
السماء، و لم يعرف ماذا يقول. صمت قليلًا و هو يسأل الله: لماذا سمحت بهذا يا
إلهي؟!
بعد ساعات جائت سفينة تسأل عنه. سأل قبطانها عن سبب مجيئه، فأجابه رأينا
النار المشتعلة فأدركنا أنك تطلب نجدة!
أنت صانع خيرات! أنت تحول المرارة
الى عذوبة! أنت أب تترفق بي أنا ابنك!
شكل آخر للقصة السابقة
16- الكوخ المحترق
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها. ونجا بعض الركاب، منهم
رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة. ما كاد
الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة
والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب،
ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد
الليل وحر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على
بعض أعواد الخشب المتقدة. ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ في هذه الدنيا
وأنا غريب في هذا المكان، والآن أيضًا يحترق الكوخ الذي أنام فيه. لماذا يا رب كل
هذه المصائب تأتى علىّ؟!"
و نام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في
أنتظاره...إذ وجد سفينه تقترب من الجزيرة وتنزل منها قاربًا صغيرًا لإنقاذه. أما
الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: "لقد
رأينا دخانًا، فعرفنا إن شخصًا ما يطلب الإنقاذ"
أحبائى:
إذا ساءت ظروفك فلا تخف، إن الله يعمل في حياتك. وعندما يحترق كوخك أعلم أن
الله قادم لإنقاذك.
"لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك.. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة
وبإحسان أبدى أرحمك قال وليكِ الرب" (اش 54: 7، 8).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق